عبد الصافي مشرف منتدى الشعر
عدد المساهمات : 62 نقاط : 5531 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 18/01/2010 الموقع : السعودية
| موضوع: أي إعلام نريد؟ الخميس أبريل 01, 2010 6:17 pm | |
| يحق للمرء أن يتساءل عن أي إعلام نريده؟ هل هو الإعلام الجاد؟ الذي يطرح قضايا ومشاكل المواطنين والوطن، دون أن تكون لديه خطوط حمراء يقف عندها في كشف الحقيقة، ينبه، ويناقش، وينتقد في إطار من المسئولية والمهنية، يجعل فيه المصلحة العامة نصب عينيه، لا يقذف ولا يشهر، ولا يتحامل، ولا يلين للضغوطات، ولا يبتز المسئولين، ولا يجعل من مهنته الإعلامية أسلوبا للخروج من جلباب الفقر المدقع إلى فساحة الغنى الفاحش، أو ظلمة الخمول المنسي إلى أضواء الشهرة التي تخطف الأبصار. أم هو إعلام "الظل" الذي يدور مع المنفعة الشخصية أنى تدور، يتعامل مع القوى الوطنية التي لا يتفق معها في الطرح السياسي على أنها عدو جسور أوشك على تحطيم آخر بيضة من وطننا الحبيب، إعلام ينتظر مؤشرات الجيوب المنتفخة ليقرر الكتابة، قلمه يرتجف، وضميره خاو، فاض، من المسئولية التي من المفترض أن تكون هي مَن خوله حمل القلم والقرطاس، صفحاته لا يزرها إلا مَن يظن أن الدائرة له أو عليه، هامشية، وأقل من ثانوية، لا تملك مقرا، ولا هيئة تحرير، سيما أصحابها ثقافة ضحلة، وسيارة فاخرة، وبطاقة "ذكية"، وغموض في الرؤية، وانتظار في طوابير المسئولين، والتحامل على الأشراف، يهتم بالسفاسف واللامهمات، قلبه مشرب بحب الرشوة، بها يقتات، وعنها يدافع، لا يملك رؤية ولا يهتدي سبيلا..، بهيمة تمشي على الأرض، إن سيلت عن ماهيتها، فغرت فاها طلبا لإعادة السؤال، ثم تجيب إنها شخصية "صحفية"، وغالبا ما تكون مزودة بأعداد من الصحيفة/ الكذبة، لأنها لا شهرة أخذت، ولا مهنية امتثلت، وُري بها عن غيرها، لتدفع مهنة صاحبة الجلالة الضريبة القاسية، عن يد وهي صاغرة، لاشتراكها في اشتقاق تلك الكلمة أو الصفة، الحمالة أوجه، لا تشفي غليلا لمن يبحث عن خبر، ولا تذكر في مجلس إلا وتبعها وابل من الشتم، والقذع، وذكر المساوئ، تكون سببا في الخصومات، عائقا عن التنمية، مجالا مفتوحا للإيغال في الأعراض، صاحبها طالع شؤم، يتتبع سقطات الخصوم، لتكون سببا في تساقطات الجيوب، غير مميز فكريا، ولا حضاريا، ولا علميا، أغلب الظن أنه صاحب سوابق، أحرقه الفقر فالتقى هو وصاحبة الجلالة في يوم بؤسها، فأثخنها بالجراح، واشتق من اسمها صفة له، ذلك هو إعلام البؤس، والفضيحة، والتخلف، والتأله، الذي لا يفرح قربه، لكن بعده يزعج المسئولين، الذين يشرفه أن يوقع معهم صفقات "تنصيع" الوجوه، وتشييد الخيال. أي هذين النمطين من أنماط الإعلام نريد، لنقوي به ديمقراطيتنا،ونبني به مؤسساتنا، ونفرض به ذواتنا، وننصف به مظلومنا، ونوقف به ظالمنا عند حده، ونكشف به خبايا مواقف ساستنا، ونتطلع به إلى عالم حر، ومتساو، تحكم فيه العدالة بمقتضى الأدلة، لا بمقتضى المواقف. إن علينا الاختيار الآن، فالإعلام الوطني في حالة يرثى لها، من المحسوبية، والزبونية، والخلط بين الخبر والتحليل، وإن كان البعض منه مازال على جادة الصواب، لكنه يدفع ضريبتها بالمضاعف، عن طريق الحبس، والتضييق، والتهميش، وصعوبة الوصول إلى المعلومة. إن إيجاد سياسة إعلامية وطنية فاعلة ستجعلنا نحافظ على مكتسباتنا الديمقراطية، والمؤسساتية، سياسة تعتبر الجدية أسها، والمهنية جوهرها، والمسئولية علامة تلك الجدية والمهنية، وبدون تلك السياسة الإعلامية ستغرق البلاد في كومة من التراخيص الإعلامية، هم أصحابها الوحيد، إبراز بطاقاتهم "المهنية" عند نقاط التفتيش؛ لأنهم لا يملكون رخص القيادة...
| |
|