Admin Admin
عدد المساهمات : 42 نقاط : 5687 السٌّمعَة : 3 تاريخ التسجيل : 17/11/2009 العمر : 37
| موضوع: ولد منصور ينتقد سلوك بعض الإسلاميين ويدعو للمشاركة السياسية - نص المقابلة. السبت أبريل 03, 2010 3:58 am | |
| قال رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل" محمد جميل ولد منصور إن "هوسا أصاب بعض الإسلاميين على أساس أنه لا بد من الوصول إلى السلطة وبسرعة قائلا إن الأمر ليس له ما يبرره، فلا الإسلاميون جاهزون للسلطة بكل استحقاقاتها وإكراهاتها، ولا هم بهذه القدرة على حل مشاكل الناس على النحو الذي يتصوره العاطفيون منهم، ولا الواقع يؤيد ذلك
جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة الشروق الجزائرية، وفي مايلي نص المقابلة
نبدأ من المشهد السياسي الموريتاني الذي تميز في السنوات الأخيرة بفقدان الاستقرار، حيث شهد انقلابا على نظام ولد الطايع، ثم محاولة إرساء نظام ديمقراطي، ثم انقلاب على هذا النظام، فما هي نظرتكم إلى هذا المشهد؟ بسم الله الرحمن الرحيم.. أولا أريد أن أشكر يومية الشروق الجزائرية على هذه السانحة التي أتاحتها لي، ومن خلالها أيضا أريد أن أحيّي الشعب الجزائري والوطن الجزائري، وأحس وأنا أتحدث لجريدة بحجم الشروق في بلد بحجم الجزائر بمتانة العلاقات الأخوية بين البلدين وبين الشعبين، ولذلك أرجو أن يدخل هذا التواصل الإعلامي في سياق تعزيز مختلف أنواع الروابط والاطلاع المتبادل، فنحن ننظر للجزائر كأخ كبير باحترام وتقدير كبيرين. فيما يتعلق بموضوع السؤال.. عندنا مقولة في موريتانيا مفادها أن بلادنا أصبحت تعيش دائما في دوامة لا تخرج منها:"انقلاب وانتقال وانتخاب، ثم انقلاب وانتقال وانتخاب"، ولذلك ضاع وقت البلاد ومشاريع التنمية والورشات الكبرى ولم نستطع أن نتقدم فيها خطوة بسبب هذا الثالوث، ولذلك كان استياؤنا على مستوى النخب السياسية كبيرا، ولأول مرة في التاريخ السياسي لموريتانيا تنتظم القوى السياسية الجادة في معارضة ما يحدث بقوة.. صحيح أن بلادنا لا تتحمل شد الحبل بقوة بين الأطراف، لكن كان هناك ضجر شديد من الانقلاب ومن آثاره على البلد داخليا وخارجيا، لكن ما إن لاحت الفرصة كما تعلمون جيدا بعد الوساطة السنغالية في إمكانية الوصول إلى حل سياسي للأزمة حتى بادر الجميع أيضا إلى التوجه إلى هذا المنحى، رغم ما في الاتفاقية التي تمخضت عن ذلك من حيف على بعض الأطراف. لقد جرت الانتخابات الرئاسية في أجواء سياسية غير شفافة، وفي ظروف هيمنة طرف فيها على الدولة وأجهزتها، لكن مع ذلك جرت هذه الانتخابات ووقع تنافس، ونحن في حزب "تواصل" رأينا رغم كل السلبيات والملاحظات قبلها وأثناءها أنه علينا اعتبارها خطوة نحو وضع سياسي جديد ينبغي أن يتسم بالهدوء وبشيء من الطابع الصحي، ولذلك وبغياب المعطيات الكافية للطعن في الانتخابات بادرنا للإقرار بها. صحيح أن بعض الزملاء في بعض القوى السياسية في المعارضة ما زالت تتحفظ وترفض الاعتراف بهذه الانتخابات، مفرقة بين اعتبارها حلا للمجلس الدستوري وليست حلا للمجلس السياسي.. لكن نحن الآن بعد هذه الانتخابات أمام وضع سياسي فيه شيء من الالتباس لعل مبعثه الرئيسي هو التخوفات الموجودة عند البعض من أن السلطات الجديدة ممثلة في الرئيس محمد بن عبد العزيز قد لا يكون توجهها لصالح الحريات والانفتاح السياسي.. وقد نادينا على مستوى حزب "تواصل" بعد اعترافنا بالانتخابات بضرورة فتح حوار سياسي جاد بين مختلف الأطراف من أجل محاولة التوصل إلى جو سياسي فيه الحد الأدنى من الثقة المتبادلة بين الأطراف. لقد شاركتم في الانتخابات الرئاسية رغم التحفظات الكثيرة التي أبداها معارضون، لاسيما حول شفافية هذه الانتخابات.. هل جاءت مشاركتكم كإسلاميين من أجل المشاركة فقط، أو كانت تزكية لانتخابات دائما ما يراد للإسلاميين أن يضفوا بعض التجميل عليها؟ أولا أخي الكريم: هناك فرق بين ما يراد لنا وما نريده لأنفسنا.. فطبيعي أن يكون الخصوم والمنافسون والأعداء الخارجيون يريدون للتيار الإسلامي أن يكون في أحسن الأحوال طرفا في تشريحهم لواقع أو لإضفاء نوع من مصداقيتهم، لكننا نريد شيئا آخر.. نريد مشاركة فعلية قد تبدو للبعض هكذا في لحظة من اللحظات أو فترة من الفترات، لكن نحن نؤمن أنها خطوة في إطار عمل تراكمي سيؤدي لحضور سياسي معتبر مشارك أو حتى حاكم في فترة من الفترات.. وبالتالي ليس غريبا ومستغربا أن يريد منا الخصوم والأعداء والمنافسون ذلك، لكن أيضا ينبغي أن نضع في الاعتبار أننا نريد لأنفسنا شيئا آخر.. والصراع في العمل السياسي أمر طبيعي.. ويقع أملنا أن تنتصر إرادتنا على إرادتهم مع أنه بمزيد من المشاركة والعلاقة مع الناس والدخول معها في المعترك سنكتشف عنها ما لا نعرف وستكتشف عنا ما لا تعرف، وبالتالي هناك مستويات من التخوّف المتبادل قد تخف وتتضاءل بحكم أننا سنعرف أنه ليس كل الناس أعداء للتيار الإسلامي، وليس كل الناس علمانيون متطرفون، وسيعلمون أيضا أنه ليس كل الإسلاميين عاجزون عن إدارة الشأن العام أو يُتخوّف منهم على الأمن والاستقرار والمستقبل السياسي للبلاد. ثم إن الانتظار حتى تكتمل الشروط الموضوعية للعملية الديمقراطية كشرط أساسي لمشاركتنا فيها أمر ينبغي أن ننظر إليه بتحفظ، لأن العملية الديمقراطية عملية تراكمية، ولكي نجد أجواء صحية وديمقراطية سليمة ومتكاملة، أو حتى شبه متكاملة، ينبغي أن نصبر على ديمقراطية فيها شيء من التشويه وفيها جزء أيضا مما ليس في الديمقراطية، لأننا في عالم نعرفه ونعرف ميزان القوة فيه ونعرف طبيعة المؤسسة العسكرية وموقعها وتأثيرها، كما نعرف المال ودوره وتأثيره إضافة إلى لوبيات التأثير.. نحن نرى أن طبيعة الفعل الإيجابي هو أن ندخل ونشارك. بعض الإسلاميين يرون أن مشاركة الإسلاميين في انتخابات مزوّرة مسبقا يشوّه العملية الديمقراطية أكثر مما يجمّلها.. فما تعليقكم؟ كتبتُ مقالا أثناء تجربة حزب الرفاه في تركيا مع السيد نجم الدين أربكان، وبعد كل التعثرات التي مر بها، وتساءلت: هل أصبح خيار المشاركة مستحيلا أو فاشلا حينما نقيس الأمور بالوصول إلى السلطة والتحكم فيها وفي فترة زمنية محدودة أو وجيزة؟ إذا اعتبرنا أن هذا هو الهدف والغاية فقد يكون كلام المعترضين صحيحا، ولكن حينما نقيس الأمور بمقاييس أخرى نرى أن هناك هوسا أصاب بعض الإسلاميين على أساس أنه لا بد من الوصول إلى السلطة ولابد من الوصول إليها بسرعة.. هو هوس نكتشف يوما بعد يوم أنه ليس له ما يبرره، فلا الإسلاميون جاهزون للسلطة بكل استحقاقاتها وإكراهاتها، ولا هم بهذه القدرة على حل مشاكل الناس على النحو الذي يتصوره العاطفيون منهم، ولا الواقع يؤيد ذلك، فبالتالي من المصلحة التي تسبب هذه العوامل كلها أن ننظر إلى الأمر بشيء من التروي، وبالتأكيد إذا نظرنا إلى وضعنا في العالم العربي الإسلامي اليوم وقارناه قبل عقود سنجد أن حجم الانفتاح السياسي وحجم الحد من سلطات الدولة والسلطة تطور في اتجاه إيجابي. لكن ضحالة النتائج التي يحققها الإسلاميون تعزز مواقف ما يُسمى "التيار الجهادي" وتعطيه ركيزة يتكئ عليها في تبرير التغيير بالعنف.. كيف يمكن أن تتحول التجربة السياسية الإسلامية إلى مسار إيجابي يقطع حجة أصحاب الفكر المتطرف؟ هذا الطريق فعلا صعب وليس سهلا.. أما الطريقة التبسيطية والاختزالية التي يتبعها الجهاديون أو بعض التيارات السلفية فإنها سهلة وتنبع من موقف وتصرف واضحين.. ولا تهم النتائج والأعذار فيما بعد.. فمن يختار المشاركة عليه أن يصبر عليها وعلى إكراهاتها وفتنتها ومشاكلها.. والنظر إلى التجربة التركية رغم ما يقال من ملاحظات حولها، وفيها المفهوم وفيها المقبول، سنجد أن المشاركة حينما سُد عليها الباب فتحت بابا آخر، وجاءت بمظهر مغاير قد نختلف في تقويمه، لكنه أيضا يُعتبر تطورا وإضاءة للمدرسة السياسية ذات المرجعية الإسلامية، ودع عنك قصة العلمانية ومقولاتها فتلك قصة تناقش في سياق آخر. أنا أفهم تماما أن الجهاديين سيوظفون هذه الوضعية لانتشار خطابهم بحكم ما يعتبرونه انسدادا أمام الخط السياسي، لكن الحقيقة هي أن وضع أمتنا صعب والقراءة التبسيطية شيء غير وارد. موريتانيا تحتضن نخبة من العلماء الكبار الذين كانوا مرجعا شرعيا في كل ما يتعلق بالواقع الموريتاني، لكن ظهرت عندكم مؤخرا امتدادات لتنظيم الجماعة السلفية تحت مسمى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.." أنا أفهم تماما أنه أمام الصور المنقولة عن الاعتداءات على الأمة في فلسطين والعراق وأفغانستان واستهداف حرمات المسلمين في كل مكان في مقابل عجز الأنظمة العربية والإسلامية عن مواجهة هذا الوضع، بل إن بعضها يكاد يصل لمستوى المشاركة فيه أو وصل، وأمام وضع أخلاقي وثقافي واجتماعي فيه مظاهر التمرد على التدين تجد رعاية خارجية وأحيانا داخلية.. أمام وضع كهذا من السهل جدا أن يتأثر الشباب المنفعل بالمعاني الإسلامية والمعرفة والتعلق بالأهداف السامية بهذا الفكر اندفاعا وحتى اقتناعا في التيارات التي تقف بالمرصاد وبوضوح وبقوة أمام هذا المشهد.. وبذلك لا يخلو بلد إسلامي مهما كان علم وتسامح أهله وثقافته الدينية من أفراد يحملون هذا الفكر الجهادي.. ثم إن موريتانيا بحكم حدودها الواسعة والمفتوحة على الجزائر ومالي وعلاقاتها الوثيقة بالمغرب أيضا شهدت انتشارا كبيرا وواسعا لهذه التيارات وشهدت أحداث عنف قوية وكبيرة أيضا.. بالتأكيد سيكون لهذا أثره على وجود هذه المجموعات في موريتانيا أكثر من ذلك أعتقد أنه أمام الضغط الأمني الجزائري والمغربي ستجد "القاعدة" وغيرها من الجماعات التي تنتهج نهج العنف والقوة في اتساع مساحة موريتانيا وضعف دولتها وغياب للقوة الأمنية الرادعة فيها أيضا جوا مناسبا.. وكل هذه الأسباب بالإضافة إلى سياسة الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع فترة من الزمن في محاربة التدين كله متشددة ومعتدلة أدت إلى انتشار هذه الجماعات. ومن باب الإنصاف علينا أن نعترف بأن بعض الجماعات قد لا تكون في وزن ما هو وجود في بعض البلدان الإسلامية وليست بالقوة التنظيمية التي يصورها البعض، لكنها موجودة وهناك جماعات معتقلة في موريتانيا نترك أمرها للقضاء ليبت فيها.. وهناك مسؤولية معالجة الوضع في موريتانيا علاجا شاملا طبقا لإستراتيجية متكاملة تبتعد عن النظرة الأمنية الضيقة التي لا تتحمل موريتانيا نتائجها والتي أثبتت فشلها من قبل. وما هو موقف علماء موريتانيا من هذا الفكر المتطرف الذي ينتهج سياسة التفجير وترويع الآمنين في العالم الإسلامي باسم "الجهاد"؟ هذا يكاد يكون موقف إجماعيا للعلماء المسلمين.. فإذا نظرت إلى العلماء الذين عادة ما يهادنون السلطة وإذا نظرت للعلماء الذين عادة ما يعارضون السلطة تجد أن كل هؤلاء صرحوا وتكلموا عن خطورة هذه الظاهرة، فهو إجماع أو يكاد يكون، ولا أتذكر واحدا من العلماء تكلم مبررا أو مدافعا عن مواقف هذه الجماعات.. وبالتالي هناك حالة اتفاق بين العلماء على موقف رافض لهذا التصرف.. والعلماء الموريتانيون كما تعلمون جيدا طبيعة ثقافتهم وعلمهم لهم مواقف تكشف رفضهم لمثل هذا النوع من العمليات.. من منطلق كونك إسلاميا تجمع بين الدعوة والسياسة، هل تؤثر هذه الجماعات بمنهجها المتطرف على مسار الدعوة؟ نعم.. لا شك في ذلك.. لأنه هناك قطاعا من الرأي العام لا يستطيع أن يفرق بين إسلامي بشكل معين وإسلامي بشكل آخرـ وهذا رأيناه في موريتانيا، فالإسلاميون عندهم كلهم نوع واحد والأشهر إعلاميا هم هؤلاء الذين يضربون ويفجرون، والإعلام يتداول أخبارهم.. وهذا ما يقتضي من التيار الإسلامي أن يكون واضحا في هذا الأمر، واضحا في تفسير الظاهرة وفي رفض هذا المنهج.. والحل لا يكمن في معالجة الأزمة أمنيا فقط، بل العناصر الاجتماعية والتربوية والثقافية والاقتصادية والعلمية والتوجيهية أساسية في مواجهة هذه الظاهرة. لكن ينبغي دائما أن نكون أيضا حذرين، فليس الخطر وحده من هذه الجماعات المتطرفة بل هناك خطر آخر لا ينبغي بحال من الأحوال تجاهله أو نسيانه، وهو الخطر الغربي وخطر الأعداء الذين يستهدفون هذه الأمة، ولذلك أنا أزعم أن هناك تحالفا غير مكتوب وبلا شهود بين الاحتلال الأجنبي والاستبداد السياسي والتطرف الديني.. كل من هؤلاء يوفر الأسباب الموضوعية التي يبرر بها الآخر أفعاله.. إنه تحالف يسميه البعض تحالف الغزاة والبغاة والغلاة.
| |
|