عبد الصافي مشرف منتدى الشعر
عدد المساهمات : 62 نقاط : 5321 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 18/01/2010 الموقع : السعودية
| موضوع: حاشية المدلِّسِ على مختصر الأطاجين الثلاثاء أبريل 06, 2010 4:46 pm | |
| قالَ العلامة الفهامة النظَّامة أبو تافوسَة لمبرت رحمه الله تعالى: ( و بعد فقدء سألني جماعة من الكوّاسة أبان الله لي ولهم طريق التَّلاقِ وسلك بي وبهم سبل المذاقِ مختصرا على مذهبِ أشعب رحمه الله مبينا لأهل البادية والمدينة ما عليه جمهور أهل الژنينَ فأجبت سؤلهم واستعنت الله في زبر هذا المختصر في فقه الأطاجين مشيرا بفيها للكرش وبؤوِّلَ للخلاف بين أهل العيش والكسس وابلقمان في أصل المذاق وحيثُ قلت قولان أو أقوال فذلك لترجيح الكمِّ على الكيف في حالة الجوع ، وحيث قلتُ تردُّدٌ فذلك لتردُّدِ الشُّوميرات على مكانٍ يكثرُ فيه المذاقُ عادة وأشرت بالإختيارللحميِّ إن كان بصغة الفعل فلختياره مشويا وإن كان بصغة الاسم فللمتبوخ وبالترجيح للكسكسي كذلك وبالقول لبلقمان كذلك ولا اعتبار عندي لمفهوم الشرط ولا غيره .
فصْلٌ في اصْگاطْة :
التصگاط من تصگطَ يتصگطُ تصگطا فهو صگوطي وتقالُ في الإصطلاح لمن لا ينفك طلبا للقرى من غيره ، وقيل لمن لا يعتبرُ الدَّعوة شرطاً في حضور الوليمة ، ومرادفه بالعربية ( شوميْرٌ ) وأصلها من التشمُّر للحرب بلا سلاح ٍ . قال شيخنا العِلاَّمة لمْبَرْتِ في مختصر الأطاجين : ( ندِبَ التَّصگُطُ لا كعلى جيرانٍ مخافة القوَدِ ، وكونه أولى على الأبعدين لا على الأقربين ترَدُّدٌ ، واختاره على بيوت الأغنياء لحتمال وجود المرق والطَّاجين ونحوه وفي ندبه على بيوت الفقراء قولان . أنتهى ) قال المدلسُ في حاشيته على المتن : قوله لا كعلى جيران مخافة القود تدل على أن الشيخ كان من أكبر شوميرات الكزرة وإن وجد منهو أدرى منه بمسالك هذا الفنِّ ، فالجار إن تصگطتَ عليه ربما يتصگط عليك هو الآخر ويرد لك الصّاع صاعين وهو ما عبَّر عنه الشيخ (بالقودِ) وهي كلمة من الفرنسية تعني بالعربية (لخلاصْ) لا أدري من أين تعلمها الشيخُ ، ربما من قراءته في (محظرة كبَّة المربط) والله أعلم . قال بديعُ زمانه لمخوطرْ بنْ ما يكسَّحْ الصكوطي نفعنا الله بعلمه وحلمه : قوله : وكونه أولى على الأبعدين لا على الأقربين تردد ، لا معنى له وهو ليس من كلام الشيخ بل من مدرجات المدلس ، إذ لا فرق في هذا الفنِّ عند أهل الإختصاص بين الشريفِ والمصَّاصِ . وهزَّ الشيخُ أبو مگْوِتْ اللگام رأسه طربا عند قول الشيخ : واختاره على بيوت الأغنياء لحتمال وجود المرقِ والطّاجين ونحوه ، وقال معلقا على كلام صاحب المتنِ : رحم الله الشيخ ما أفقهه وما أجراهُ في الأخلاگِ ثمّ اشترط أن لا يكون الأغنياء منْ تفرقْ زينة لهتمامهم بجمال الأثاث والدُّورِ على حساب الولائم واللحم و الكسورِ ، بل رجَّحَ أن يكونَ فقراء البادية أفضل منهم في المذاقِ كعادته في تفضيل الكمِّ على الكيفِ . هذا وفوق كلِّ ذي علمٍ عليم .
| |
|