أعلام تستحق التخليد

كثيرة هي الأعلام التي احتضنها علب آدرس، في القديم والحاضر، علماء ربانيون يصلحون القلوب وينيرون الدياجي، ويعلمون الجاهل، حسن الأخلاق قبل أن ينهل من معين علمهم الصافي كالنمير العذب يتدفق، فيحول تلك الصحاري الجرداء حدائق علم ومروج أدب، من أشفغ الدنبجة وأشفغ بن عفان ولمرابط ول أحمدو فال إلى الدنبجة ولد معاوية وبداه بن البصيري، ومحمد محمود ولد أحمد يورة، مرورا بالشيخ محمد أحمد ولد محمود الرباني، والشيخ سيدي المختار ولد عبد الجليل، والشيخ محمد السالم ولد الشيخ محمد عبد الرحمن وغيرهم من العلماء الذين لا ينكر حاسد فضلهم، ولايعمى كفيف عن آثارهم، وشعراء مبدعون جعلوا من الموسيقى الشعرية صورة خيالية، ألزمت من جاء بعدهم بقول الشعر أو إخفاء نسبه لتلك النخلة الباسقة، المتدلي منها رطب يانع، سواء العاكف فيه والباد، أطر ومثقفون شاركوا بفعالية في بناء الوطن الكبير موريتانيا، ورغم اختلاف مسئولياتهم وتفاضلها إلا الميسم الوحيد الذي ظل يجمعها هو حسن التسيير والنزاهة في بلد أنهكه الفساد، وعُد الخائن فيه لوطنه بطلا، والنزيه ذميما

تستحق علينا إذا تلك المدرسة الأخلاقية التي أسست من مروءة عنوانها الجود بالكثير من المقل، ورؤية الفضل للغير على النفس الزكية، تستحق علينا أن نخلد أبطالها لنستحضر نمطا من حياة أناس باعوا أنفسهم لمعالي الأمور، وتركوا بصماتهم على جيل - رغم أتي العولمة الجارف - لم يستطع التخلص من تلك المحامد التي ربوه عليها؛ لأنه ينظر إلى العالم من برج مزود بنظارات مصنوعة من العلو في القدر والشهامة في الطلب، والتواضع في العمل
من أجل أن نؤدي قليلا من حق هؤلاء، ومن أجل استذكار دروس من عبر كالعبق، ننتظر تراجم وافية لشخصيات علبادرسية، تسلط الضوء على حياة قوم
هم الأنف والأذناب غيرهم....ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا